التخطي إلى المحتوى

67fbc28cae

180 طن سنويًا تغزو الأسواق العالمية.. وأكبر مزرعة تمور مصرية على مساحة 53148 فدان 

جنى الثمار حتى نهاية سبتمبر.. والبشاير عناقيد سكر 

وكيل الزراعة: 4 ملايين نخلة ثروة قومية والمبادرة الرئاسية تاريخية 

باحثين وزراعيين: علاقة النخلة بالمصري القديم ولدت قبل التاريخ بآلاف السنين

أثري: أطلقوا عليها بالهيروغليفية “حلاوة” .. رمز الحياة وتجلب السعادة 

مدير المركزية: تأخر إعلان الأسعار لفائض العام.. والزيادة مرتقبة خلال أيام

 

 

الوادى الجديد _ عماد الجبالى 

 

في عمق الصحراء ينمو “ذهب النخيل” أحد المحاصيل الغنية بمقومات الصحة والغذاء رمزًا للثراء والعطاء الذي تهبه الطبيعة لسكان الصحراء ، تلك الثمرة الطيبة التى تحولت بمرور الوقت إلى جزء من التراث والحياة اليومية على مساحة تقدر ب54 ألف فدان تنتج آلاف الاطنان من التمور والخيرات فى واحدة من أكبر محافظات مصر مساحة وإنتاجا للذهب المعسول ، حيث تتدلى عناقيد البلح كاللؤلؤ المطعم بالرُطَب فى لوحة فنية تعكس بريق الذهب التي تسطع على واحات النخيل الخضراء ، لتتحول كل نخلة إلى كنز يفيض بالخير والنماء على سكان ابعد نقطة حدودية من الجنوب إلى الغرب لتصل الشمال بالشرق قبل أن تصل إلى واحات مصر الطيبة بالوادى الجديد.

 

أيام قليلة ويرفع الستار عن بداية موسم حصاد ذهب النخيل ، ذلك المحصول الكريم الذى يفيض برائحة الخير الكثير ، حيث ينطلق المزارعون في جميع ارجاء المحافظة بكل حماس واشتياق لقطف ثمار عام من الكد والعناء لأجل رؤية بريق هذا الذهب المتدلى فوق النخيل كضفائر العروس فى ليلة الزفاف ، والذى يعد بمثابة فصلًا من فصول العطاء الذي تحمله الطبيعة إلى سكان الصحراء ، حيث تتوحد الجهود في مشهد من التعاون والحيوية ، مع كل نخلة تُجنى، ينمو شعور بالامتنان والرضا ومزيج من السعادة المفرطة بعد رؤية المحافظة تتقدم على خارطة الإنتاج العالمي للتمور والذى يحمل في طياته قصصًا من الكفاح والنجاح كشاهدً على العلاقة العميقة بين الإنسان والأرض.

 

” المساء” ترصد فرحة أصحاب النخيل من المزارعين وكبار المستثمرين وسط حالة من التفاؤل مع اقتراب موعد إعلان السعر الملائم للجميع وحرصت على عمل معايشة لموسم الحصاد بمزارع النخيل بمناطق متفرقة ، والتى تتميز بمساحات كبيرة بالنخيل لإنتاج البلح ، حيث يبدأ موسم الحصاد نهاية أغسطس الجارى ويستمر حتى نهاية أكتوبر المقبل وسط تطلعات آلاف المزراعين ألا ينتهى موسم الخير قبل أن يدخل السعادة والسرور على قلوب الجميع.

 

أكد اللواء دكتور محمد سالمان الزملوط محافظ الوادي الجديد ، أن المحافظة تعمل حاليا بالتنسيق مع جميع المعاهد البحثية والجامعات لتعظم اقتصاديات أشجار النخيل بهدف تحقيق أرباح أخرى تساعد المواطن على توفير الحياة المعيشية الكريمة ، لافتا إلى أنه تم إضافة أنواع أخرى من أشجار النخيل كالمجدول والبارحى وهذه الأنواع تجود زراعتها بالواحات وتحقق عائدا اقتصاديا كبيرا للمزارع ، مشيدا بدور الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني في القيام بإعادة الاستفادة من مخلفات النخيل لتعظيم فوائد النخلة الاقتصادية وتوفير فرص عمل للشباب .

أوضح الزملوط ، أن المحافظة تعمل على دراسة إقامة مصانع لإنتاج الكونت والارابيسك وغيرها من صناعات للاستفادة من مخلفات أشجار النخيل ، وانه من المقرر إنشاء مصنع لإنتاج خشب “ام دي اف” من مخلفات النخيل بحجم استثمارات يصل إلى مليار جنيه بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع ووزارة البيئة والجانب الألماني ، حيث تم دراسة نتائج نجاح التجربة العملية لتصنيع ألواح الخشب المضغوط MDF من سعف النخيل، عن طريق تكليف إحدي الشركات الألمانية المتخصصة في تكنولوجيا تصنيع الأخشاب بتنفيذها على كمية من مخلفات النخيل (سعف النخيل)، تم ارساله من محافظة الوادي الجديد، وقد ظهرت نتائج التصنيع والإختبارات تشير إلى نجاح تصنيع الخشب المضغوط MDF بجودة عالية من سعف النخيل.

 

4 ملايين نخلة على مساحة مساحة 53148 فدان

 

وقال الدكتور مجد المرسى، وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة، إن مبادرة زراعة نخيل البلح التى أطلقها رئيس الجمهورية فى 12 يناير 2019 تستهدف الوصول إلى 5 ملايين نخلة ، مشيرا الى أن اجمالى عدد أشجار النخيل المثمر وغير المثمر بلغ حوالى 3957726 نخلة بمعدل إنتاج يتخطى 180 ألف طن سنويا من التمور أغلبها من التمر السيوى أو الصعيدي ، مؤكداً أن خطة تسويق المنتج نجحت في الموسم الماضي في التعاقد مع عدد من الدول الأوروبية والآسيوية لتصدير المُنتَج وتوفير الكميات المطلوبة وفتح أسواق تصديرية جديدة.

 

أضاف المرسي ، أن السنوات القليلة الماضية اعادت اكتشاف احد أهم المحاصيل الاستراتيجية قبولا عند المزارعين ، ولاسيما بعد ارتفاع إنتاج التمور بالمحافظة بواقع آلاف الأطنان سنوياً ، وحجم التوسعات الراهنة والتى يقابلها زيادة عدد مصانع التعبئة والتغليف ، لافتا إلى تمتع المحافظة بمقومات أجود أصناف التمور واشجار النخيل التي يتم زراعتها وتصدير ثمارها للخارج ، مثمنا نواتج الملتقيات التسويقية التى يجرى تنظيمها على أرض المحافظة خلال السنوات القليلة الماضية، والذى يعد فرصة كبيرة لتسويق منتجات التمور وتعظيم الاستفادة ، وتبادل الخبرات العلمية في مجال زراعة النخيل وتصنيع التمور.

 

وتابع أن المديرية بكافة إدارتها المختصة تواصل عمليات فحص مزارع النخيل واتباع كافة أساليب الوقاية والمكافحة الدورية باستخدام الحقن المباشر ، ورش مبيد التابافان لمكافحة الإصابة مبكرا ، مشيرا إلى تنفيذ حملات موسعة لإزالة وإعدام النخيل المصاب فى المناطق المكتشفة حديثا ، سواء بمدينة الخارجة وغيرها ببعض قرى باريس والداخلة وغيرها بمراكز المحافظة الخمسة.

 

وقال النائب محمد على عبدالغنى ، عضو مجلس الشيوخ بالمحافظة ،ان السنوات السابقة كشفت عن نتائج غير مسبوقة على إثر اهتمام الدولة المصرية خلال الآونة الأخيرة بزراعة أشجار النخيل لتتخطى حاجز الـ ٤ ملايين نخلة بالوادي الجديد من إجمالى ٢٢ مليون على مستوى الجمهورية ، مضيفا بأن المحافظة تمضي بخطى متقدمة نحو التوسع أفقيا فى استصلاح الأراضي الصحراوية ،والتي يمكن تسميتها بأرض الفرص والأحلام وملاذ كل باحث عن تحقيق الآمال والتطلعات وتنفيذ المشروعات ، مشيرا إلى اعتماد غالبية سكان الواحات الخارجة والداخلة والفرافرة ومركزى باريس وبلاط على الزراعة التقليدية والاستراتيجية لسد احتياجاتهم وتأمين مستقبل ذويهم.

يؤكد عضو مجلس الشيوخ في تصريحات خاصة ، أن الجميع بلا استثناء مزارعين ومتخصصين وقيادات يدرك أهمية ومكانة شجرة الخير والنماء لما لها من عائد فوائد ومكاسب عديدة تدر الخير الوفير لأبناء تلك المحافظة الواعدة ، مشيرا إلى أهمية جميع مكونات النخلة والتى تدخل فى صناعات ومشروعات هى الأبرز على صعيد الدراسات الحديثة سواء من خلال بيع المحصول وتعبئته لتصديره إلى الخارج أو عن طريق استغلال الجريد لصناعة الأثاث والكونتر والارابيسك ومنها الليف لصناعة الحبال ومنها سباط النخل أو ما يعرف لدي الاهالي بـ “العرجون” التى تستخدم فى صناعة الاطباق والاواني .. لذلك أصبحت ” النخلة” جزءا هاما من اقتصاديات سكان الوادى بلد النخل العالى.

 

نخيل الوادي الجديد رمز الحياة

 

وحول الأهمية التاريخية وقدم العلاقة بين المصري القديم واشجار النخيل ، كشف الدكتور محمود صالح باحث اثري بالوادى الجديد عن اهتمام الانسان المصري القديم بنخيل البلح منذ أكثر من أربعة آلاف سنة قبل الميلاد أي حوالي ستة الاف سنة ،وذلك عندما عثر علي مومياء تعود إلى عصر ما قبل التاريخ ملفوفة في حصير من سعف النخيل، كما عثر علي نخلة صغيرة كاملة باحدي مقابر سقارة بجانب مومياء من عصر الاسرة الأولي (حوالي 3200 سنة ق.م) ، لافتا إلى تاريخ العلاقة بين النخيل فى العصر الحجري القديم، بنحو 20 ألف سنة قبل التاريخ، عندما تم اكتشاف بقايا جذوع احدى اشجار النخيل بمنطقة الواحات الخارجة التابعة لمحافظة الوادى الجديد.

 

أوضح الباحث ، بأن اسم «البلح» ورد ضمن قرابين الدول القديمة (2780 ـ 2260 سنة قبل الميلاد) ، فكان الاسم الهيروغليفي للتمر هو «بنر أوبنرت» ومعناها «الحلاوة» ، مضيفا بانه في العصر الروماني اشتهرت الواحات الداخلة بزراعة النخيل واتضح ذلك بمقابر المزوقة فى منظر تصوير يظهر به أشجار النخيل والرومان فى اشارة الي خيرات الواحات خلال تلك الحقبة، وكذلك استخدامه كعنصر زخرفي في الفن القبطي من خلال رسمه علي أبدان الاواني الفخارية من أطباق وقدور وكذلك مسارج، وكان للنخلة رمزية في الفن القبطي حيث يدل سعف النخيل في المسيحية علي انتصار الشهيد علي الموت ، وكان الشهداء يصورون بسعف النخيل يزين الآت إعدام الشهداء .

 

وتابع اشتهر الفن القبطي بالواحات الداخلة بوجود رسوم سعف التخيل علي المسارج القبطية التي تم العثور عليها في المواقع الأثرية بالواحات الداخلة، وكذلك تم استخدامها كعنصر زخرفي لتزيين بعض الآواني التي تم العثور عليها فى العصر العثماني ، لافتا إلى أهمية شجرة النخيل التاريخية عبر العصور المختلفة منذ نشأة البشرية وصولا إلى الالفية الجديدة وبخاصة فى مدينة القصر الاسلامية بمركز الداخلة والتى تشتهر بالنخيل والبلح عالى الجودة، فيما كان اهالي مدينة بلاط يستبدلون الحبوب بالبلح وكذلك سعف النخيل من مدينة القصر الاسلامية لاستخدامه في تسقيف المنازل.

 

وكشف الدكتور محسن عبدالوهاب نقيب الزراعيبن بالمحافظة ، عن موقع تمور الواحات في سجل النخبة من حيث الجودة والخصوصية ، مؤكدا أن نخيل البلح بالوادى الجديد من أهم أشجار الفاكهة وأقدمها فى مصر، ولكزبتنوع كبير بين أصنافه ما بين التمر الرطب والنصف جاف والجاف لتزداد مساحاته بصورة ملحوظة خلال السنوات الأخيرة وبخاصة الأراضى الجديدة من توشكى إلى العوينات سواء فى مساحات مجمعة لمستثمرين وشركات أو داخل زمامات القرى الأهالي والمزارعين لتعتلي بذلك عرش التمور وتتصدر قائمة الدول الأكثر إنتاجا وتصديرا بدعم وتوجيهات القيادة السياسية على مدار السنوات القليلة الماضية.

 

يري نقيب الزراعيبن ، أن عملية جني محصول البلح بالوادى الجديد بدءًا من الاستعدادات المبكرة وحتى عملية الجمع والنقل تعد بمثابة حدثًا اقتصاديًا واجتماعيًا هاما على صعيد التنمية الزراعية وجلب العملة الصعبة ، لما يساهم وبشكل كبير في دعم الانتاج المحلي، وتوفير فرص عمل لآلاف من العمالة الموسمية ، فضلا عن التنوع الكبير في أصناف البلح السيوى والبرحى والمجدول وغيره ، والذى يمنحها الأفضلية والقدرة على منافسة الأسواق الخارجية كواجهة مصرية مميزة تحمل شعار الواحات الخارجة والداخلة وباقي المراكز تباعا فيما يخص تجارة وتعبئة التمور محليًا ودوليًا ، بالإضافة إلى التحديات التي يواجهها المزارعون والآفاق المستقبلية لصناعة البلح بالوادى الجديد.

 

وقال الدكتور يوسف دياب ، باحث أول لدى المعمل المركزى لبحوث النخيل بمركز الداخلة ، أن محافظة الوادي الجديد تعتبر واحدة من أبرز المناطق المنتجة لاجود أنواع التمور في مصر والقارة السمراء على مساحة تتخطى 53148 فدان تخترق الصحراء باجمالى يصل إلى 4 ملايين نخلة تنتج قرابة 180 ألف طن سنويا ، الأمر الذى يعزز مكانة مصر الدولية على الخارطة العالمية لتصدير التمور ، مشيرا إلى حجم التوسع الافقي وزيادة الرقعة الخضراء خلال السنوات الأخيرة بفضل جهود القيادة التنفيذية ودعم الحكومة المصرية نحو تطوير تقنيات الزراعة ووسائل الحماية لضمان تلبية المعايير الدولية وسلامة الغذاء ، الأمر الذى يعكس الجهود الكبيرة التي يبذلها المزارعون على مدار العام لضمان حصاد وفير يتماشي مع حجم التصدير وعناء موسم طويل ينتظره آلاف الاهالى من الاسر والعاملين بوحدات التصنيع..

 

ولفت الباحث إلى أن موسم حصاد البلح يبدأ منتصف أغسطس من كل عام، وان الفترة السابقة للموسم يتم التجهيز والذى يمر بمراحل مختلفة بداية من شهر فبراير من كل عام، حيث تكون المرحلة الأولى التقليم لنظافة النخيل من الجريد، ثم المرحلة الثانية وهى التلقيح والتى يتم خلالها تلقيح يدويا لأشجار النخيل المؤنثة بمشيج مذكر لتبدأ عملية الإنتاج للمحصول، وبعدها مرحلة “التقويص” والتى يتم خلالها ربط “سباطة البلح” برباط حتى يكون المحصول الجديد بها للأسفل بدلا من أن يكون موجها للأعلى.

 

وفى ذات السياق ، أكد المهندس سيد مدني مدير الإدارة الزراعية بموط علي أهمية استمرار الندوات الارشادية طول العام للحصول علي أعلي انتاجية وعائد اقتصادي للتمور من خلال تنفيذ سلسلة ندوات حقلية ارشادية عن رعاية النخيل بمركز الداخلة ، مشددا على ضرورة اتباع الممارسات الزراعية الصحيحة التي تتم على رأس النخلة خاصة عملية تكييس العراجين واهميتها وطريقة تنفيذها لتقليل الفاقد من المحصول وتحسين جودة الثمار وحمايتها من الاصابات الحشرية مما يزيد من كفاءتها التسويقية بالإضافة لأهمية عملية تكييس العراجين في تسهيل جمع المحصول وتوفير تكاليف جنى الثمار.

 

وبدوره أعرب المهندس محمد بخيت مدير ادارة بلاط الزراعية عن بالغ تقديره لجميع أبناء المحافظة والقيادة التنفيذية أصحاب العطاء والانتاج على صعيد التنمية الزراعية منذ قدوم الرئيس السيسي ودعمه الغير محدود لاعادة اكتشاف كنوز الواحات من خيرات ومقومات لاتزال تنبض بالعطاء والخير الوفير ، لافتا إلى أهمية النخلة كشجرة معمرة تدوم لفترة طويلة تدعمها نتائج التجارب العلمية المقامة في محطات البحوث الزراعية باستخدام معاملات مختلفة من الأسمدة العضوية والمعدنية أظهرت زيادة فى إنتاج النخلة حتى 86 % عن المعاملة بدون إضافة أسمدة مع زيادة واضحة في مواصفات الثمار من حيث الكمية والنوعية.

 

أصناف النخيل.. والفرق بين التمر والبلح 

 

وتطرقت الدكتورة سهير كامل مدير مركز الإرشاد الزراعى فى حديثها ل المساء إلى أن الفرق بين التمر والبلح يرجع إلى زيادة نسبة المياه فى البلح مقارنة بالتمر لذا غالبًا ما يمكن تقشيره بسهولة واستخراج اللب منه، وبناءً على ذلك تختلف مدة صلاحية كل منهما حيث يبقى طازجًا لمدة قد تصل إلى 8 أشهر في حال تم حفظهِ بطريقة صحيحة، واردفت أنه في حال تم حفظه في مجمد الثلاجة، فقد يبقى طازجًا لمدة قد تصل إلى عام بينما التمر يتميز بقدرته على التعايش لمدة صلاحية أطول، وذلك لاحتوائه على كمية أقل من الماء، ويمكن أن تبقى التمور الطازجة لمدة قد تصل إلى عام في حال تم حفظها بطريقة صحيحة، وفي حال تم حفظها في الثلاجة، فقد تزداد مدة صلاحيتها لـ 5 سنوات.

 

اوضحت مدير الارشاد الزراعي ، أن القيمة الغذائية تختلف بين الرطب والتمر، من حيث محتوى الدهون والبروتين، إلّا أنّ نسبة الكربوهيدرات تتضاعف في التمر مقارنة بالرطب، إضافة إلى أنّ التمر يُعدّ مصدراً أفضل للألياف ، بينما تختلف قيمة السعرات الحرارية الموجودة في كل من التمر والرطب، ويُعزى السبب في ذلك إلى أنّ إزالة المحتوى المائي من الرطب ، الأمر الذي يُساهم في زيادة تركيز السكريات والسعرات الحرارية.

 

اضافت ذكى بأن شجرة النخيل المباركة تتمتع بمواصفات فسيولوجية وتشريحية تعطيها ميزة النمو والإنتاج في المناطق الجافة وشبه الجافة وتعتبر من أكثر النباتات مقاومة للحرارة العالية والجفاف وملوحة مياه الري وعليه فهي الأكثر انتشارا في العالم العربي وخاصة فى محافظات مصر النائية مثل الوادى الجديد ، لافتا إلى إن زراعة النخل تحقق أرباحا كبيرة، كاشفا عن وجود نحو 21 صنفا من النخيل بالمحافظة أشهرها السيوى (الصعيدى) والبارحة والمجدول والذى تمت زراعتها منذ 10 سنوات وحققت نجاحا كبيرا لملائمة مناخ الواحات لطبيعة هذه الأشجار، هذا إلى جانب أصناف أخرى مثل الصقعي، خلاص، نبتة سيف، نبتة علي، هلالية، سلطانية، برمودا، سكوتي، خضير، زغلول، بنت عيشة، أم الفراخ، الحياني والعرابي».

 

وصرح الحاج محمود شاذلى رئيس مجلس إدارة الجمعية الزراعية المركزية بالداخلة ، أن العام الماضي شهد ارتفاع غير مسبوق فى اسعار كيلو البلح بما يزيد عن 40 جنيه للكيلو الواحد ، وهو الأمر الذي ادخل السعادة والرضا على قلوب آلاف المزراعين من أبناء المحافظة ، مشيرا إلى أن تحديد سعر كيلو البلح موسم 2024 تأخر هذا العام لاسباب تتعلق بوجود كميات فائضة من المحصول بثلاجات حفظ التمور لدى كبار التجار وكذلك بالعديد من الأسواق الخارجية ، لافتا إلى أهمية وعى المزراعين بأن المحصول هذا العام سيلقي كل الدعم والاعتبار مراعاة للجهد المبذول على مدار العام.

 

أضاف شاذلى ، أن ارتفاع حدة المنافسة الشرائية بين التجار خلال الموسم الماضي بهدف تخزين كميات كبيرة من المحصول على أمل ارتفاع القيمة عند التصدير يعد أحد الاسباب الرئيسية فى تأخر اعلان سعر الكيلو هذا العام نظرا لوجود كميات داخل ثلاجات مهيئة لذلك ، مؤكدا بأن الجمعية المركزية تبذل قصارى جهدها لتلبية مطالب المزارعين، بما يخدم احتياجات الأسواق المحلية وعروض بورصة التمور العالمية، مطمنئا اصحاب النخيل أن الفترة المقبلة ستشهد ارتفاعا نسبيا وثبات بمعدلات تدريجية قابلة للزيادة ، وفقاً لمتطلبات السوق واحتياجات التصدير .

 

وتابع أن تحديد سعر شراء كيلو البلح يتم وفق معدلات العرض والطلب وسياسة السوق التي تضمن تحقيق عوائد للمزارعين وكذلك قدرة المصانع على تسويق المنتج سواء بالسوق المحلي أو التصدير، فضلاً عن التعبئة والتغليف وتصنيع بلح بالمكسرات والشيكولاتة وإنتاج دبس البلح، مشيراً إلى إعلان المجمع لسعر شراء البلح يساهم في تحقيق استقرار السوق والسعر التوازني طبقاً لمعدلات العرض والطلب.

 

وناشد أحمد ذكى من أبناء مركز الداخلة نقلا عن غالبية أبناء المحافظة من المزارعين الجهات المعنية واصحاب المصانع وشركات التصدير مراعاة لعناء وتكلفة موسم طويل حتى جنى ثمار المحصول تحديد السعر الملائم والمنصف لتطلعات آلاف المزراعين من الذين يعلقون الآمال على العائد فى تلبية متطلبات الحياة والمعيشة ، مضيفا بأن الأيام القليلة المقبلة سيبدأ موسم جنى البلح ، ولم يتم الإعلان عن سعر استرشادي “الحد الادني ” للبيع سواء من الجمعيات الزراعية أو المركزية فى مواجهة محاولات بعض التجار للتلاعب بالسوق وأبخاث حق الفلاحين.

 

أضاف ذكى بأن هذا العام يواجه المزارع الكثير من الأزمات المادية والتحديات التي استنفذت كل أمواله بدءا من رفع أسعار الكهرباء ، ووضع رسوم مبالغ فيها علي خروج المنتجات الزراعية ورفع أسعار التقنين وتكلفة مكافحة سوسة النخيل ، مناش المحافظ أن لا يترك الفلاح فريسة لاشباع نعم التجار وتبخر آمال موسم طويل لم ينتهى بعد ويحتاج إلى تدخل عاجل بعين الاهتمام والمراعاة والتقدير ، مطالبا الجمعية المركزية بسرعة الاتفاق واعلان سعر شراء البلح لجذب التجار من خارج المحافظة في إطار زيادة المنافسة وإيجاد سوق خارجي لمحصول البلح.

 

من ناحية أخرى ، يؤكد أحمد راغب صاحب مشروع تدوير مخلفات النخيل وإنتاج الأعلاف الحيوانية والداجنة بقرية الراشدة ، أنه يمكن لأي شخص يمتلك قطعة أرض فدان أن يستثمرها مشروع لزراعة النخيل لتحقيق آلاف الجنيهات ، مضيفا أنه يمكن زراعة فدان بحوالي 6 آلاف نخلة، سواء نخل مصري أو مجدول أو برحى موضحا أن أسعار كيلو البلح فى ارتفاع مستمر من موسم إلى آخر ، وأن مشروعه هو الأول من نوعه على مستوى المحافظة لكونه متعدد الفوائد بدءا من تصنيع اعلاف ناتجة عن فرم واستخلاص عناصر مخلفات النخيل والحد من اندلاع الحرائق المزارع والحقول.

 

أضاف المستثمر الصغير ، أن مخلفات النخيل كالكنز المفقود لما خصها الله بمزايا ومنافع كثيرة أبرزها الصناعات الخوصية من سعف وجريد النخيل و اللذان يدخلان فى صناعة الأثاث والكونتر والارابيسك ، إلى جانب استغلال “سباطة” البلح فى صناعة الأطباق، وهي صناعات تلقى إقبالا كبيرا من زوار المحافظة تحقق للأهالي عائدا مناسبا، ويضاف إلى مخلفات النخيل صناعة الكمبوست المستخدم فى انتاج السماد الزراعى و قد حقق نجاحات كبيرة وأدى إلى جودة عالية للأراضى الزراعية.

 

وقال الدكتور محسن حمودة بيطرى الوادى الجديد ، أحد وفد المحافظة المكون من 60 فردا الذى التقى الرئيس السيسي فى الثاني عشر من شهر يناير لعام 2019 ، أن هذا اللقاء كان بمثابة نقطة تحول فى مسيرة التنمية الحقيقية التى تشهدها المحافظة على صعيد مختلف المجالات والذى تضمن استعراض عدد من الموضوعات المتعلقة بالعملية التعليمية والصحة والمصالح التى تهم المواطن بالمحافظة، وملفات الاستثمار والزراعة والتنمية المحلية والإنتاج الحيوانى والثروات التعدينية.

 

أضاف حمودة ، أن اللقاء شهد إطلاق مبادرة زراعة ٢ مليون ونصف المليون فدان ضمن أكبر مزرعة تمور في مصر ، فضلا عن دراسة تنمية مسار الزراعة والإنتاج الحيواني بمحافظة الوادي الجديد في ضوء الميزة النسبية والتنافسية التي تتمتع بها في هذا الصدد، من خلال التركيز على جودة إنتاج التمور، الأمر الذي يحافظ بدوره على تراث المنطقة، ويساعد في استغلال مقومات النجاح التي تتمتع بها بإنشاء مجمع نموذجي مميكن ، يضم كافة المقرات الفرعية للأجهزة والمصالح الحكومية، وهو ماتحقق الان بعد مرور ٥ سنوات على اللقاء.

 

وتابع بأن المحافظة اتجهت خلال السنوات الأخيرة نحو التوسع في زراعة نخيل البرحي والذي يعتبر من أفضل أنواع النخيل، لتميزه بالمذاق الحلو وارتفاع قيمته التسويقية وتصديره إلى الخارج، حيث توسع عدد كبير من المزارعين في المحافظة في هذا النوع من النخيل بجانب اصناف اخرى كالمجدول والصقعي وغيرها من الأنواع ذات القيمة الاقتصادية المرتفعة فضلا عن ارتفاع سعر كيلو البلح فى موسمه ليسجل أعلى قيمة شرائية من المزارعين العام الماضي بلغت ٦٠ جنيه.

 

مزارع النخيل من الأصناف عالية الجودة

 

وصرح محمد أحمد رئيس مجلس إدارة الجمعية الشرعية بالداخلة.. بأن الأشهر القليلة الماضية شهدت توسعا أفقيا فى زيادة مشروعات الصوب الزراعية المنتجة ومزارع النخيل من الأصناف عالية الجودة بإجمالى مساحة 3 آلاف و166 فدانا فى 3 قرى ومدينة وقف خيري ضمن أنشطة الجمعية التي تم تخصيصها لتوفير ما يقرب من 70 فرصة عمل والصرف على سبعة آلاف أسرة مدرجة اسمائها بكشوف الإستحقاق من الأكثر احتياجا والأيتام وذوى الإعاقة بالإضافة إلى 400 طالب علم.

 

أضاف أحمد ، أن الجمعية نجحت فى حفر 5 آبار جوفية تعمل بالطاقة الشمسية المتجددة بقوة 150 حصان وماكينات أعماق غاطس مزودة بشبكات رى حديث لاستصلاح مساحة 3000 فدان بطريق مطار الداخلة تستهدف زراعة 240 ألف نخيل متعدد الأصناف والجودة وقفا للأيتام والمرضى من أبناء المركز، مضيفا بأن المزرعة مقامة على مساحة 3000 فدان، حيث تمت زراعة 1500 فدان فعليًا بعدد 70 ألف نخلة، وذلك ضمن مبادرة رئيس الجمهورية لزيادة عدد النخيل في محافظة الوادي الجديد إلى 5 ملايين نخلة، ويتم تخصيص عائد هذا النخيل إلى دعم الأسر الأولى بالرعاية وكفالة الأيتام.

 

وحول الخدمات والرعاية وطرق الزراعة أوضح الدكتور محمود نصرالله بالبحوث الزراعية أن اﻟﻨﺨﻠﺔ يجب أن تزرع فى ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻟﺸﺮوق اﻟﺸﻤﺲ وﻣﺎﺋﻠﺔ ﻗﻠﻴﻼً ﻓﻲ اﺗﺠﺎﻩ اﻟﻐﺮوب مع مراعاة إﺿﺎﻓﺔ اﻟﺮﻣﻞ اﻟﺰراﻋﻲ ﺣﻮل ﺟﺬور اﻟﻨﺨﻴﻞ أﺛﻨﺎء اﻟﺰراﻋﺔ ، ودﻓﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮع اﻟﺠﺬري وﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺴﺎق ﺗﺤﺖ ﺳﻄﺢ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻋﻨﺪ ﻏﺮﺳﻬﺎ ﻣﻊ ﻋﺪم دﻓﻦ اﻟﻘﻤﺔ اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻣﻨﻌﺎً ﻟﻮﺻﻮل ﻣﻴﺎﻩ اﻟﺮي إﻟﻴﻬﺎ وﺗﻌﻔﻨﻬﺎ ، مشيرا إلى أن المدة البينية لنمو ونضج شجرة النخيل تستفرق من ٤ – ٧سنوات لتنمو من البذور إلى أعلى مستوياتها.

 

وأضاف نصرالله ، أن الخطوات الأساسية لزراعة النخيل تبدأ من تحضير الأرض وتطهيرها وإزالة الأعشاب الضارة وتجريف الأرض وتسوية السطح ثم اختيار الشتلات بحيث تكون صحية وقوية من مصدر موثوق مع مراعاة حفر حفرة كبيرة في الأرض ووضع الشتلة فيها بعناية وتغطية الجذور جيدًا شريطة أن تكون المسافة المناسبة بين النخيل هي 8 متر ، لافتا إلى أهمية الأسمدة العضوية والمعدنية لما لها من دور اساسى في زيادة وتحسين إنتاجية كافة أشجار الفاكهة ولا يمكن استثناء النخيل والذي يعتقد الكثير إمكانية زراعة هذه الشجرة فى اى نوع من التربة ولا حاجة لإضافة الأسمدة.

 

وبدورهم طالب عدد من اهالى المحافظة بضرورة تعظيم الاستفادة من موارد الدولة فى محافظة الوادى الجديد، وخاصة المخلفات الزراعية مثل سعف وجريد النخيل وضرورة السعي لإعادة التدوير و صناعة الأخشاب.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
“جميع الحقوق محفوظة لأصحابها”

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة موقع بالبلدي ولا يعبر عن وجهة نظر المربع وإنما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع بالبلدي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *